الفراغ الفكري والإغراق في الهامشية
من القضايا المهمة التي بليت بها الكثير من حلقات الحوار والنقاش في الفكر الإسلامي قضية الفراغ الفكري والإغراق في الهامشية ولا بد لنا من مناقشة هذه القضية لأن المسألة تتعلق بالدعوة من حيث نشاطها واستمرارها وترقيها في واقع الناس فما هي الأسباب المؤدية إلى مثل هذا الداء إن صح التعبير هل حلقات الحوار مجرد مواطن للتسلية وملأ الفراغ أم إن المسلم يحمل رسالة يؤديها من خلال كل الوسائل المتاحة بكل أمانة وصدق إن الكلمات التي نختارها لخدمة قضايا الأمة يجب أن تكون مصانة ومنتقاة بعناية ودقة فهي تعبر عن شخصية كاتبها ومدى نشاطه وقيمه وآماله وطموحاته وتمس في حقيقتها أهم ما يملك في حياته .
همسات طالما يحاول الإنسان إبداءها في عالم الناس ولكن يعجز أحيانا ويخفق في التعبير أحيانا أخرى فيبقى متأرجحا بين عصارة الألم وعصير البوح ، وعصرنة النوح ، يرمق أمامه من الحالات المشابهة الكثير والكثير ويبادلهم بشعوره نفس الهم والكل ينوح بطريقته الخاصه وثمة خيط من الأمل قد يسكب على الفؤاد برد الطمأنينة ولو في البداية كإبرة المهدأ ولكنه إن حسنت النية وصح الهدف يكون البلسم الشافي خيط الكتابة التي أعنيه هو تلك الكتابة التي تنبع من الأعماق يتردد صداها في الضمير الحي أولا ولا تخرج إلا بعد أن يتردد ويتردد ويتردد ليخرج مع كل ألوان الحرقة وأمزجة الألم أو لنقل ليخرج مع كل نفحة فرح ولمسة ابتسام من شظايا السنين تنبت بعض الفكر ليس تأريخا هشا ولا شعورا هامشيا يزرع الخيال ويدس الفتن ولكن عضاة وعبر تفجر انهار الحكمة وتنبت أزهار العزة وتزرع بذور الأمل .
إن الوقوف على شاطئ الذكريات لحظة قد ينير العمر كله فرب كلمة هزت أعماق السكون بسحرها وحركت الوجدان نحو سعادة لا حدود لها فلنكتب ولنعد إلى الماضي بكل ما فيه فلعله ينير قليلا من حاضرنا المظلم في كثير من جوانبه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق