خلق القرآن - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الثلاثاء، 20 أبريل 2021

خلق القرآن

 خلق القرآن




في تعريف القرآن الكريم والفرق بينه وبين الكلام النفسي وعلم الله:

· القرآن هو كلام الله المنزل بحروفه وكلماته على النبي صلى الله عليه وسلم المعجز بتراكيبه ومعانيه، المنقول عنه بالتواتر القطعي المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس.

· والفرق بين الكلام النفسي وبين القرآن الكريم وسائر الكتب المنزلة:

أن الكلام النفسي صفة ذاتية لله تعالى يثبت بها كماله عز وجل وينفى بها النقص وهو الخرس، كما إن إثبات العلم نفي الجهل.

· ولا خلاف في هذه الصفة الذاتية أنها قديمة.

كذلك لا يماري أحد في قدم علمه تعالى بالكتب المنزلة مثل القرآن والإنجيل والتوراة والزبور وغيرها من الكتب السماوية حيث إن الله عالم منذ القدم بالكتب المنزلة مقدارها وحروفها وألفاظها ووقت إنزالها مثل المخلوقات الأخرى.

· لكن قدم العلم لا يقضي بقدم المعلوم، فالله سبحانه وتعالى، عليم بكلام البشر علماً أزلياً كما هو عليم بكلامه وعليم بكل مخلوقاته.

· فالكتب المنزلة إنما هي في الحقيقة مدلولات علمه تعالى الذي هو من صفات ذاته تعالى، ليس هي نفس صفة العلم الذي هي صفة من صفاته القديمة، وإلا كانت التوراة والإنجيل وغيرها من الكتب المنزلة قديمة موجودة في الأزل مع الله بهذه الألفاظ المخلوقة. فيكون كثير من المخلوقات قديماً موجوداً في الأزل مع الله فهذا باطل إذ لا قديم سواه.

· ونحن عندما نقول أن القرآن الكريم مخلوق لا نعني به صفة الكلام إ ذ لم يقم دليل على تسميتها قرآناً أو صفة العلم الذاتيتين فهما لا شك في قدمهما، ولكن نتحدث عن القرآن الكريم المتلو بالألسن المكتوب في المصاحف.

· وقد التبست هذه الفروق بين صفتي الكلام والعلم الذاتيتين المتصف بهما الله تعالى منذ القدم وبين القرآن الكريم المنزل عند بعض الناس فقالوا بقدم القرآن الكريم لأنه كلام الله ونسوا أن التكلم نفسه لا يعني لغة وعرفاً إلا إحداث الكلام، وقاموا بحشد الأدلة في ذلك.

 

 

أدلة القائلين بقدم القرآن الكريم.


الأول: أن الله تعالى اِمتن على عباده بتعليم القرآن لا بخلقه حيث قال: }الرحمن علم القرآن{ الرحمن الآيات 1 ،2

· قالوا هذه دلالة على عدم خلق القرآن.

الجواب: هذا الاستدلال لا ينص على عدم الخلق فلو كان دليلاً على عدم الخلق لاقتضى ذلك أن يكون البيان كله غير مخلوق لقوله سبحانه إثر ذلك: }خلق الإنسان _علمه البيان{ الرحمن 3،4 لأنه لم يقل خلق له البيان.

الثاني: قوله تعالى: }له الخلق والأمر{ الأعراف الآية54

· قالوا عطف الأمر على الخلق وهذا يعني أن الخلق هو المخلوق والأمر كلامه تعالى الذي هو غير مخلوق وهو قوله: }كن{

الجواب: وهذا الاستدلال بما لا دليل فيه من عدة أوجه:

1- فالآية تعني أن الله أوجد الكائنات وهو المتصرف فيها.

2- العطف لا يعني التغاير، قال تعالى: }حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى{ البقرة الآية 238 والصلاة الوسطى ليست شيئاً آخر عن الصلوات.

3- أمر الله مخلوق من قبل الله تعالى، قال الله تعالى:}وكان أمر الله مفعولاً{ الأحزاب الآية 37 .. وقال :}ليقضي الله أمراً كان مفعولاً{ الأنفال الآيات 42،44.. والمفعول والمقضي لا يكونان إلا حادثين.

4- كلمة ((الأمر)) تأتي بعدة معان فكيف تفسر بالقرآن، فمعناها في قوله تعالى: }حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور{ هود الآية 40.. يختلف عن معناه في قوله:}أتى أمر الله فلا تستعجلوه{ النحل الآية 1

الثالث: قوله تعالى: }وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق{ الحجر الآية 85.

· قالوا :إن المراد بالحق كلمة: }كن{ وهذا القول هو الذي خلق به المخلوقات فلو كان مخلوقاً لما صح أن يخلق به المخلوقات.

الجواب: إن كلمة }الحق{ في الآية معناها ضد الباطل أي ما خلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً ويدل على ذلك: }ربنا ما خلقت هذا باطلاً{ آل عمران الآية 191.

الرابع: الاستعاذة بكلمات الله التامة كما في الحديث "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"

· قالوا لو لم تكن قديمة لما جاز الاستعاذة بها.

الجواب: إن هذه الاستعاذة في الحقيقة استعاذة بالله ولكن أدرجت الكلمات لما جعل الله فيها من البركة. وقد وردت الاستعاذة بأفعال الله كما جاء في الحديث ((وبمعافاتك من عقوبتك)) و المعافاة فعل لله وهي حادثة.

الخامس: ما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه أنكر على رجل قوله: رب القرآن.

الجواب: أن هذه الرواية تدل الدلائل على عدم صحتها لأن الله سبحانه وتعالى أضاف كلمة }رب{ إلى صفة من صفاته الذاتية وهي العزة حيث قال: }سبحان ربك رب العزة عما يصفون{.

 


الأدلة العقلية القائلين بخلق القرآن


أولاً: إن القول بقدم القرآن يفضي إلى تعدد القدماء وهذا مناف للوحدانية التي هي من أخص صفاته تعالى، فلو كان مقارناً له في الأزل لجاز أن يشاركه في الألوهية.

· فإن قيل إن الكلام نفسه أحد هذه الصفات التي استحق الله بها الانفراد بالخلق والأمر.

قلنا: إن تلك الصفات غير منفصلة عنه سبحانه وكلامنا هذا في كلام حالّ في صدور أهل العلم مسموع بالآذان متلو بالألسن مكتوب بالأقلام مسطور في الألواح، مخالف لتلك الصفات.

ثانياً: القديم يستحيل أن يكون لغيره سلطان عليه إنزالاً أو رفعاً أو إبقاء أو إذهاباً والله سبحانه يقول: }ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك{ الإسراء الآية 86.

ثالثاً: آثار الصنعة ظاهرة عليه: فكل حرف يفتقر إلى آخر لتتألف الكلمة، وكل كلمة محتاجة إلى أخرى لتتركب الجملة.والتركيب للكلمات والجمل صنعة تدل على الصانع والصانع لا بد أن يتقدم المصنوع.

رابعاً: جواز تعليله كما تعلل سائر أفعاله تعالى فيقال كلم الله عباده بالقرآن ليقيم عليهم الحجة.

فلو كان القرآن نفسه صفة ذاتية لما جاز تعليله،فلا يقال قدر الله على كذا لأجل كذا.

خامساً: اقترانه بزمان قال تعالى: }ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم{ الأعراف الآية 11 فقد قال لهم اسجدوا بعد خلق آدم وتصويره، ومحال أن يقول الله أيضاً لجهنم هل امتلأت قبل خلقها ووجودها؟. وقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام إن الله يكلم ملائكته في الدنيا فيسألهم كيف تركتم عبدي ويكلمهم يوم القيامة، فاتضح المراد بتكليم الله هو إحداثه للكلام في الوقت الذي يكون فيه وإلا فما معنى تقييده في الدنيا أو في الآخرة.

· والفرق بين إحداث الله للكلام وإحداث العبد لكلامه هو: أن العبد لا يستقل بإيجاد فعله استقلالا تاماً وإنما له جانب الكسب والخالق هو الله.

· وأما إحداث الله لكلامه فهو أثر لصفته الذاتية وهي متكلم التي يعني بها نفي الخرس.

سادساً: أن حروف القرآن نفسها الذي ينتظم منها كلام العرب نثره ونظمه.

فإن كان القرآن قديماً لزم قدم كلام الناس لتركب كلامهم من هذه الحروف بعينها، ويلزم لذاك كون الكلام سابقاً على المتكلمين وإلا فكيف يتكون قديم من الحوادث!.
* فإن قيل إن الحروف قديمة في كلام الله وحادثة في كلام البشر.

قلنا: يلزم اجتماع في كل حرف صفتان متناقضتان.

الأدلة النقلية للقائلين بخلق القرآن الكريم

أولاً : قوله تعالى }خالق كل شيء{ الأنعام الآية 102،الرعد16 الآية، الزمر الآية 62 ، غافر الآية 62

فالقرآن الكريم لا شك أنه شيء فما الذي يخرجه من هذا العموم؟.

· فإن قيل إن إجراء العموم على كل شيء يستلزم أن يكون الله خالقاً لذاته.

فجوابه: أنه استحال عقلاً ونقلاً دخول الذات العلية في هذا العموم، وقد عد الأصوليون هذا التخصيص من باب التخصيص العقلي، وصفاته تعالى كذاته في ذلك.

· فإن قيل والكلام صفة لله من هذه الصفات فلماذا لم تستثنوه كما استثنيتم الصفات من عموم الآية.

أجيب: بأنه ليس كلامنا في الكلام النفسي الذي هو صفة ذاتية لله عز وجل والذي تثبت بثبوت قدرته على الكلام. والذي عنيناه أنه مخلوق هو كلام منزل مركب من الحروف تتلوه الألسن وتسمعه الآذان وتعيه العقول فهل لذلك مثيل من صفات الله؟

ثانياً: قوله تعالى: }وخلق كل شيء فقدره تقديراً{ الفرقان الآية 2، والقرآن مقدرة سوره وآياته وجمله وكلماته وحروفه وحركاته وتلاوته ومعانيه وأحكامه وأخباره وأمثاله.

ثالثاً: قوله تعالى }إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون{ الزخرف الآية 3.

· فوصفه بأنه مجعول والمجعول المصّير من حال إلى حال وهذا لا يكون إلا في مخلوق.

والمجعول لا بد أن يكون قبله الذي جعله.الجعل إذا أسند إلى الله تعالى فمعناه الخلق كما ورد في آيات كثيرة مثل قوله تعالى: }وجعل الظلمات والنور{ الأنعام الآية 1، وقوله تعالى: }وجعل الشمس سراجاً{ نوح الآية 16 .

· وقد اعترضوا على الاستدلال بالآية على خلق القرآن بأن الجعل قد يكون غير الخلق يكون غير الخلق كما في قوله تعالى: }وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً{ الزخرف الآية 119.

الجواب:

1- شتان بين الجعلين وبين الجاعلين: فالجعل للقرآن فعل ثابت مسند إلى الله من أنكره فقد كفر وهو عربية القرآن ونورانيته وهدايته، حقيقة قائمة، والجعل الذي اعترضوا به قول باطل مسند إلى الكفار وهو أنوثية الملائكة. أن الفعل إذا أسند إلى الله يكون له معنى وإذا أسند إلى غيره يكون له معنى آخر قال تعالى: }والله خلقكم وما تعملون{ الصافات الآية 96، وقال: }وتخلقون إفكاً { العنكبوت الآية 17 فاختلف المعنى لنفس الكلمة.

رابعاً: قوله تعالى: }ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون{ الأنبياء الآية 2 ، وقوله تعالى: }ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين{ الشعراء الآية 5، فوصف الذكر بأنه محدث والإحداث الخلق، والذكر هو القرآن كما قال تعالى: }وما هو إلا ذكر للعالمين{ القلم الآية52 .

· واعترضوا على الاستدلال بأن الإحداث هو الإنزال.

الجواب: أن حمل الإحداث على الإنزال خروج عن الظاهر لغير داع سوى تأييد فكرة في نفس القائل.

خامساً: قوله تعالى: }كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير{.

فالله وصف القرآن بأنه محكم ومفصل وهما أثران صادران عن مؤثر ولا بد أن يسبق المؤثر على الأثر والمسبوق حادث.

سادساً: قوله تعالى: }ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم{

والاستدلال بهذه الآية من ثلاثة أوجه.

‌أ- أن المجيء نقل من حال إلى حال وهو مستحيل في القديم.

‌ب- أنه مفصل أي مؤثر فيه والمؤثر فيه حادث.

‌ج- أن تفصيله ناشيء عن علمه سبحانه والناشئ عن الشيء لا بد أن يكون مسبوقاً به.

سابعاً: قوله تعالى: }ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها{ البقرة 106 فالله اخبر عن نسخ بعض آيات القرآن والنسخ هو المحو والإزالة وهو مستحيل على القديم.

ثامناً: قوله تعالى: } شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن{ البقرة الآية185 ، فوصف القرآن بأنه منزل والإنزال نقل من مكان إلى آخر وهو مستحيل على القديم لتعذر أن يكون لأحد عليه سلطان وأن يكون متغير الأحوال.

تاسعاً: قوله تعالى: }إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ الحجر الآية 9 .

فقد أخبر الله بأن القرآن محفوظ له تعالى ولا يكون المحفوظ إلا مخلوقاً لأن القديم مستغن عن حفظ الحافظين، فلا يقال حفظ الله حياته أو قدرته.

عاشراً: قوله تعالى: }منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات{ آل عمران الآية 7 ، فذكر أن الآيات المحكمات هي أم -أي أصل- للمتشابهات يرجع فيها التأويل، وهو مستحيل في القديم فلا يقال وجود الله أمٌ لحياته.

الحادي عشر: قوله تعالى: }بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم{ العنكبوت49، فقدور العلماء حادثة والحادث لا يكون وعاء لقديم فلا يكون إنسان وعاء مثلاً لسمع الله وبصره.

الثاني عشر: قوله تعالى: }بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ{ البروج الآيات 21 -22، والاستدلال بالآيتين من وجهين:

أ‌- إن اللوح مخلوق والمخلوق لا يكون وعاء لقديم كما سبق.

ب‌- إن هاتين الآيتين سيقتا للتنويه لبيان عظم شان القرآن الكريم وعلو قدره، فلو كان هذا القرآن المنزل هو نفسه صفة الكلام لقال بل هو قرآن مجيد قائم بالعزيز الحميد لأنه أشرف من نسبته للوح المحفوظ.

الثالث عشر: قوله تعالى: }وأنزلنا إليك الكتاب مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه{ المائدة الآية 48، فهو مسبوق بغيره والمسبوق لا يكون إلا حادثاً.

ومهيمن على الكتب السابقة والمهيمن عليه حادث وإذا كان ما قبله حادث فهو حادث أجدر بالحدوث.

الربع عشر: قوله تعالى: }وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً{ الإسراء الآية 106 ، إذاً فالقرآن مفروق والمفروق مصنوع والمصنوع لا يكون إلا حادثاً.

الخامس عشر: وردت أحاديث كثيرة تنص على أن بعض القرآن أعظم من بعض وأفضل وأن بعضه سنام لسائره وبعضه قلب،وهذا كله لا يجوز على القديم إذ لا تفضل صفة من صفات الله على بعض فلا يقال علمه أفضل من قدرته والعكس.

وإذا امتنع التفاضل بين الصفات ففي الصفة الواحدة أولى بالمنع فلو أن القرآن هو نفسه صفة الكلام الذاتية لله لما جاز التفاضل بينها.

 

* * * *
وقفــــــة تأمــــــل


إذ تأملت أقوال القائلين بقدم القرآن الكريم وجدت الضعف بادياً عليها ومن أكبر الأدلة على ضعف أقوالهم:

أ‌- أن أقوى ما استندوا إليه في خلق القرآن أن القرآن كلام مضاف إلى الله تعالى في نحو قوله تعالى: }فأجره حتى يسمع كلام الله{ التوبة الآية 6، قالوا: ما دام مضافاً إلى الله فلا يقال فيه إنه مخلوق، وقد غفلوا عن كونهم بهذا الاستدلال يعطون للنصارى حجة فيما يعتقدونه من أن المسيح عليه السلام ابن الله أو جزء منه لأنه تعالى أضافه إليه في قوله تعالى: }وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه{ النساء الآية 171 .

ب‌- تضارب أقوالهم كما بسط ذلك الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في (الحق الدامغ) ولكني هنا أنقل نصين لأكبر علمائهم لتبين هذا التضارب.

1- جاء في الصواعق المرسلة (… وكذلك قوله تعالى :}ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم{ الأعراف الآية11 ، وإنما قال لهم اسجدوا بعد خلق آدم وتصويره وكذلك قوله تعالى: }ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني{ الأعراف الآية 143 ، فكم من برهان يدل على أن التكلم هو الخطاب وقع في ذلك الوقت، وقوله تعالى: }يوم نقول لجهنم{ ق الآية30،ومحال أن يقول سبحانه لجهنم:}هل امتلأت{ وتقول: }هل من مزيد{ قبل خلقها ووجودها، مع نصوص كثيرة أسردها في هذا الموضوع،فإذا تأملنا هذا النص وجدناه يقول فكم من برهان يدل على أن التكلم وقع في ذلك الوقت ويقول محال أن يقول الله لجهنم هلا امتلأت قبل خلقها.

وهذا الاحتجاج يدل على أن الكلام يحدثه الله في أوقات محدده وليس قديماً،ومع هذا ينكر علينا القول بخلق القرآن.

2- يقول ابن تيميه (والسلف قالوا لم يزل الله تعالى متكلماً إذا شاء فإذا قيل كلام الله قديم بمعنى أنه لم يصر متكلماً بعد أن لم يكن متكلماً،ولا كلامه مخلوق ولا معنى واحداً قائم بذاته، بل لم يزل متكلماً إذا شاء، ولم يقل أحد من السلف أن نفس الكلام المعين قديم، وكانوا يقولون: كلام الله المنزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود،ولم يقل أحد منهم أن القرآن قديم…).

ويستخلص من كلامه ما يلي:

1- إن الله كان في الأزل متكلماً -أي غير عاجز عن الكلام- وهو كذلك في ما لا يزال. وهذا أمر غير مختلف فيه فيما وبيننا وبينهم فإننا جميعاً نثبت له صفة الكلام أزلا بهذا المعنى كما تنص عليه كتبنا.

2- أن ابن تيمية وعلماء سلفه الذين يعتمد عليهم لم يقولوا في القرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قديم العين وكذلك الكتب المنزلة الأخرى ولا أي كلام نسب إلى الله كتكليم موسى عليه السلام.

· كذلك لا يقولون في شيء من ذلك أنه صفة قديمة قائمة بذات الحق.

· وهذا لا خلاف بيننا فيه، إنما هو مخالف لما نص عليه كثير من الأشعرية والكلابية، أو الحنابلة أنفسهم حيث قالوا أن القرآن الكريم قديم وأنه صفة قائمة بذاته عز وجل وكذلك سائر الكتب المنزلة الأخرى ولا أي كلام نسب إلى الله كتكليم موسى عليه السلام.

3- أنهم مع اعترافهم بعدم قدم القرآن وسائر الكتب المنزلة يقولون إنها غير مخلوقة، وهنا محط العجب والاستغراب فإن الكائنات بأسرها أما أن يكون قديمه أزلية لم يسبق وجودها عدم. وإما أن تكون حادثة بعد أن لم تكن وهي بحاجة إلى من أخرجها إلى هذا الوجود وهذا هو معنى الخلق.

فكيف يكون شيء غير قديم وغير مخلوق؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *