الشيخ أبو يحيى زكرياء بن صالح اليراسنى - مكتبة أهل الحق والإستقامة

أحدث المشاركات

Post Top Ad

Post Top Ad

الثلاثاء، 20 أبريل 2021

الشيخ أبو يحيى زكرياء بن صالح اليراسنى

 



ومنهم الشيخ أبو يحيى زكرياء بن صالح اليراسنى رحمه الله, علم المذهب ومناره،  المحمود فيه عينه وآثاره وناصره متى قلت وكلت أنصاره, وعامر ربعه متى ولت واعتلت عمارة, أتاه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة, أشهره الله في خدمته فأطال عن خدمة الدنيا وسنه, وأوسع عليه في الأخلاق والأرزاق والأعمال والمال والعطاء والثناء سعة تناقلتها الألسنة. ومنحه من البركة ويمن الحركة ما أقام في ساعة من العمر مقام سنة, وهو الذي فضله الله بأشياء فضا بها الإله الأموات والأحياء: الورع و والسخاء, ولزوم السيرة, ونفوذ عين البصيرة, وتساوى صلاح العلانية والسريرة, واليد العليا في الكبيرة من الصلاة والصغيرة.


ما كان منه وهم في الطريق إلى نفزاوه ومعهم أموال

سمعت من غير وأحد من المشائخ حكايات في مناقب الشيخ أبي يحيى زكرياء بن صالح, منها ما هو في باب الجود والكرم, ومنها ما هو في الكرامات وعجائب البطائن, ويمن الناصية وبركة الرأي فمنن ذلك ما سمعته مرارا عن أبي رحمه الله قال: وصل الشيخ أبو زكرياء ذات مرة من سلجماسة إلى وارجلان, ثم خرج من وارجلان متوجها إلى جربة في جماعة من أصحابه يكونون خمسة وعشرين راكبا, أو عشرين راكبا ومعهم قريب من مائتين وخمسين مثقالا ذهبا تبرا, لما صاروا ببعض الطريق بين وارجلان ونفزارة وأصبحوا راحلين غادين بين كثبان رمل اشرفوا من أعلى كثب فرأوا نعما كثيرا في المرعى, ومن ورائها أحياء فأيسوا من السلامة, إلا إنهم تضاموا وأخفوا شخوصهم قبل أن يراهم أحد, ثم تشاوروا فيما بينهم, فقائل يقول " ندفع ما معنا " وقائل " نولى خلفنا" وقائل " نرسل إليهم من يجاعل على سلامتنا بجزء مما معنا" ثم قالوا في ما عندك ياشيخ البركة؟ فقال إنما مثلنا مثل أعمى سلم عينيه إلى القادح ليقدحها رجاء انجلاء العمى, فان ابصر نورا فضل من الله ولطفه به, وان لم يبصر فإنما كان أعمى وبقى أعمى, وكذلك نحن, وعندي رأى هو بمنزلة القدح فان فعلنا ونجونا فبلطف من الله, وان عطبنا فنحن عاطبون من قبل ذلك , قالوا وما رأيك المبارك إن شاء الله ؟ قال: أرى إن نستدير مع بعض الأحقاف إلى اقرب قطيع يلينا من النعم الذي رأيناه, فنخرج إلى القطيع على حين غفله نم أرباب الإبل ورعاتها, ثم ندخل في وسط القطيع, ثم نقول لهم, نحن دخلاء هذه الإبل, ففعلوا فعند مروقهم من بين الكتبان ودخولهم الإبل رأتهم فرسان, فما كان بأسرع من اتيان الخيل إليهم مثنى وفرادى متوجهين مرجفين, فإذا هم من "المغترف" وللمغترفين إذ ذاك أحساب طيبة, وإذا برب القطيع من اشرف أول فارس, فقال لراعى إبله ما هذا ؟ قال لا أدرى ، إلا إن الإبل كانت ترعى فلم اشعر إلا والركبان كانت في وسطها , وقالوا نحن دخلاء لصاحب هذا الإبل وقال الفارس لهم أمان الله, وإذا بالخيل تركض فقال لهم : لا تتعبوا خيلكم فقد حرموا, قال: فأنزلهم واكرم مثواهم, ثم صحبهم أو اصحبهم من خيله من بغلهم إلى مأمنهم.


مكانة الشيخ لدى العبيديين بمراكش

وسمعت من جماعة منهم أبي رحمه الله أن الشيخ أبا زكرياء يحيى كان بمراكش في أيام ولاتلها, فلبغت عندهم منزلته مبلغا عظيما وكان لـه بها جاه عظيم لما أشتهر من أمانته وصلاحه, ومحافظته على دينه    ولما ظهر من كراماته وبركاته, وكان مختصا بيعقوب ، وهو إذا ذاك وزير أبيه وقبل أن يلي الوزارة فكان يلبي لـه كل مطلب, ولا يكاد يحرجه في كثير سبب تأمله عند أمير لمؤمنين ظهيرا, وأتمشى لك به كلما تحب, فقال لـه: بل أن عندي شئ أريد أن القيه إليك, قال وما هو؟ قال صح عندي بدليل لا أرده أنك الذي تلي الخلافة بعد أبيك دون من سواك من بنيه, وأراك أن تكتب في ظهيرا بما ذكرته فيكون منك, ولا أحب أن يكون من سؤال, فقال لـه أن كتابي لا ينفعك شيئا, ثم من أين لك ما ذكرته؟ قال لـه ما ذكرت لك إلا قولا صحيحا, فكن منه على يقين, ولا أعتقد النفع إلا في كتابك, فاستبشر وكتب لـه بما أحب, فلما ولى انحدر إلى إفريقية بعسا كره فوقف إليه وذكره الموطن وأحضر كتابه, فضاعف إكرامه وقضى مسائله, وأعلى منزلته وشفعه في كل من شفع فيه, وأنتفع بعنايته جميع أهل الجزيرة بل أكثر أهل المذهب إلا ما شاء الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

author مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *