النفس إلى تحقيق ما اعتقده المؤمن وآمن بالله. والظن يئول إلى العلم. وجل أحكام الشريعة إنما بنيت على غلبات الظنون.
ثم العلم. والعلم أن يلوح لك المعنى ويظهر لك المغزى/ وطمأنينة النفس وسكون الحدس. وربما يعضده الدليل فيتضح به السبيل. فلذلك فرق الله تعالى بين درجة الإيمان ودرجات العلم فقال: {يا أيها .................... درجات}. فلحن الخطاب: يرفع الذين آمنوا منكم درجات ويرفع الذين أوتوا العلم درجات. وقال في موضع آخر: {وقال الذين ....................... يوم البعث} وقال أيضا: {وقال الذين .......................... إلا الصابرون}. فإن ازداد العلم قوة صار يقينا.
ثم اليقين: اليقين علم راسخ في القلب زايلته الشكوك وجانبه الاضطرا ب وفارقه الارتياب، واستحكم في النفس حتى كاد أن يكون عن مشاهدة. فلهذا قال نبينا عليه السلام: «من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر» وقال الله تعالى: {كلا/ لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين} وقال عليه السلام لابن عباس: «اعمل الرضا واليقين وإلا ففي الصبر على ما تكره خير كثير». وإذا قوى اليقين ترقّى إلى درجة المعرفة.
ثم المعرفة: فإذا قوى يقين العبد واستحكمت عيونه وقويت متونه ولا له من ربه اللطف الخفي والصنع الحفي والنور الجلي، واستولى
على قلبه حب ربه، واستأنس بذكره في الخلوات ووثق باشغافه المهمات وغلب نور قلبه على نور بصره. فأبصر الدنيا خيالا والآخرة مثالا وتعرف مع ذلك المزيد في المواطن وكان معه في جميع الأماكن حتى كأنه يناجيه عند عمه ويناغيه عند غمه. وفي هذه الصفة الحديث الطويل الذي رواه أبو هريرة وأسامة بن زيد عن رسول عليه السلام حين ذكر أهل العلم الانقطاع إلى الله فقال: «لباسهم الخِرَق، ومسكنهم العلق، تعرفهم بقاع الأرض. إذا حضروا لم يعرفوا،/ وإذا غابوا لم يفتقدوا»
Post Top Ad
الجمعة، 18 يونيو 2021
الرئيسية
العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني موافق
96 العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني الصفحة
96 العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني الصفحة
التصنيف:
# العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني موافق
عن Qurankariim
العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني موافق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق