الولاية والبراءة - مكتبة أهل الحق والإستقامة

Post Top Ad

Post Top Ad

الثلاثاء، 20 أبريل 2021

الولاية والبراءة

 الولاية والبراءة

1597611417b53f77438d3e766615335cd114162e89


فما اجمل ان نعيش الحياة من منظور ايماني قولا وعملا، وفكرا وسلوكا، ساعتها سنجد طعم الحياة الايمانية الصافية ، فكل شيء يدور في فلك الدين بدون مجاملة وادعاء، عندها يلتئم شأن الانسان، ويكون خليفة الله في ارضه، وبتخلف شيء من تلك العوامل يعيش المسلم على طرفي نقيض، بين طموحاته وافكاره وبين واقعه، فليس كل من نادى الى مبدأ هو في حقيقته مطبق له، الا من استقام في كل اموره، وحتى لا يحدث ذلك الانفصام الخطيرفقد بنى الله أساس دينه القويم على المحبة في الله والبغض فيه .


ان احدنا يسمع من يتهجم على الاسلام، ويستهزئ بتعاليمه، سواء بالكفر البواح ، او تحت ستار الحداثة والتجديد والادب، او تحت ستار البهائية والعلمانية، وما ينبغي للمسلم ان يقف مكتوفا امام هذا التيار الجارف الذي يضرب بمعاوله في بنيان الاسلام الشامخ، والا فهو شريك لهم في المعصية والعمل، فضلا عن ان يترضى عليهم، او يقرر كلامهم، او يثني عليهم، او يظن ذلك مجرد رأي وحرية فكرية، كل ذلك خطير وجد خطير،عدم الاحاطة احيانا بخبث هؤلاء المعربدين، الذين لا يقتصر نظرهم عند مقالتهم، كما نظن نحن، بل هم جاء حاملين فكرا ومنهجا تجديديا مزعوما، يتبنونه وينافحون عنه بكل ما يستطيعون، من اجل الثورة على كل قديم، ولو كان ذلك القديم الاسلام.


اقرا ايضا :تعريف الدين

واسس الدين - كما تعلمون - ثلاثة هي :

1- العقيدة 2- الشريعة ( العبادات والمعاملات ) 3- الأخلاق .


وباستقامة هذه الاسس الثلاثة في نفس المسلم تستقيم حياته فكرا وعملا، وباختلال شيء منها يكون مترددا متحيرا، سيما اولها وهو العقيدة؛ لأن الفكر السليم يقوم على العقيدة الصحيحة الصافية الناصعة السليمة .


لندع هذا الكلام جانبا لندخل في صلب مشكلتنا بالمصارحة الايمانية، ان العقيدة الهشة لا توجد الا فكرا هشا، وايمانا سطحيا، واستقامة شكلية، تظهر سمات الضعف في جوانبها عند النوائب: من اعتراض على قضاء الله، وهم وغم، وتأفف وضجر، وانسياق وراء الافكار الخطيرة الهدامة؛ التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، فتنطلي على ذلك المسكين ، يظهر غيرة على دينه بدعوى حرية الفكر، ويظن أنه بصلاته ركعتين، او بقراءته جزئين او بتسبيحه او باستغفاره، يظن انه من المقربين القانتين، رغم ان حرمات الاسلام تنتهك بين ناظريه ولا يحرك ساكنا، انها استقامة زائفة، لا تعدو ان تكون شكلية في كثير من فكرها وتوجهها .

ولا نطالب الناس بأن يكونوا علماء بقدر ما يطالبون بفهم عقيدتهم فهما صحيحا، والغيرة عليها حتى يثور دمه في عروقه، ولا يقر له قرار حتى يدافع عن عقيدته، كما هو حال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي نفتقده في شبابنا .


اقرا ايضا :أركان الإيمان

ان العقيدة الصحيحة تقوم على اسس اهمها : .

العبادة :

والعبادة تتطلب عدم عصيان المعبود، مراقبة في السر والعلن، بحيث لا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث امرك، ورغم ذلك تساهلنا في المعاصي - نحن من ندعي الاستقامة- : النظر الى العورات، الخلوة بالاجنبي، التساهل مع اهل الفسق في فسقهم، مدعين الدعوة الى الله او التمدن والحضارة، وحتى لا نرمى بالتحجر والتخلف، واهمها الأخذ بالرخص وتتبعها في كل شيء، حتى اصبحت عقيدتنا مترهلة ميتة، اهذه هي العقيدة الحقة التي ندعيها؟!

تعصي الاله وانت تظهر حبه *** هذا لعمري في القياس بديعُ

لو كان حبك صادقا لأطعته *** ان المحب لمن يحب مطيعُ


ما هي الولاية والبراءة ؟


الولاية : هي الحب في الله لكل طائع مستقيم على دينه ، ونصرته وإعانته بالنفس والمال ، والدعاء له بالخير ، يقول الله تعالى : ( وَالْمؤْمنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاء بَعْضٍ) .

البراءة : هي البغض في الله لكل عاصٍ منحرف عن طاعة ربه مصرٍّ على معاصيه ، فلا تجوز نصرته ولا معونته ولا الدعاء له ، قال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أوْ عَشِيرَتَهُمْ) .

الوقوف : هو الإمساك والامتناع عن محبة شخص أو بغضه لعدم معرفتك بحاله ، هل هو من أهل الصلاح أم لا ، قال تعالى : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) .


فحرز الدين وسلامته بأن تحب الأخيار وتبغض الفجار وتقف عن من لم تعرف حاله ، فالأمور ثلاثة :

- أمر بان لك رشده فاتبعه .

- وأمر بان لك غيه فاجتنبه .

- وأمر أشكل عليك فقف عنه .

يقول عمر بن الخطاب : ( من علمنا منه خيراً قلنا فيه خيراً وظننا فيه خيراً وتوليناه، ومن علمنا منه شراً قلنا فيه شراً وظننا فيه شراً وتبرأنا منه)



أهمية الولاية والبراءة في حياة الناس :

باب الولاية والبراءة مهم في حياة الناس ، وهو فرض واجب على الجملة كالصلاة والصوم والزكاة وغيرها من الواجبات ، وقد تهاون الناس اليوم في هذا الأمر حتى أصبحوا يحبون العاصي ويستغفرون له ويدعون له بالخير ، وذلك مخالف لأمر الله عز وجل وأمر رسوله ، والآية هنا واضحة بأنه لا يؤمن أحد بالله واليوم الآخر حتى يبغض العصاة ، ولو كان ذلك العاصي أباه أو أخاه أو زوجه أو أقرب الأقربين إليه ، فإن العاصي يبغضه الله ، فكيف تحب من غضب الله عليه، وهذا هو أبو الحنفاء إبراهيم عليه السلام يتبرأ من أبيه لما علم أنه عدو لله، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ).


بل نص العلماء على أننا عندما نُسلم على العاصي لا نقصد به السلام الأخروي ، وإنما هو السلام الدنيوي ، وإذا عطس فشمتناه فإننا نقصد بقولنا له : يرحمكم الله الرحمة الدنيوية ، وهكذا في سائر الأمور ، أما الوالدان إذا كانا عاصيين فهم كسائر العصاة بنص الآية ، بدليل براءة إبراهيم من أبيه ،ولكن أمر الله بالإحسان إليهما ولو كانا مشركين، ولما اختل هذا الميزان عند الناس أصبحوا يفضلون العصاة على الصالحين ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ويدخل في هذا الباب البراءة من اعداء الاسلام، وعدم التشبه بهم، او تقليدهم في عاداتهم، ومحاربتهم بالمال والنفس، ولكن عند غياب الفهم الصحيح لعقيدتنا الصافية أصبحنا نوالي اعدانا، ونتابعهم في كل شيء، فحل بنا ما حل من الضعف والفرقة وتشتت الكلمة، عسى الله ان يمن على الامة الاسلامية بالفرج القريب.


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

عن الموقع

.com/img/a/ مكتبة أهل الحق والإستقامة <<   مكتبة أهل الحق والإستقامة..موقع يهتم بنشر الكتب القيمة في مختلف الجوانب (فقه..عقيدة..تاريخ...الخ) عند المذهب الإباضية من نتاج فكري.

أعرف أكثر ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

انتباه! تم الكشف عن مانع الإعلانات!

يرجى تعطيل برنامج حظر الإعلانات أو وضع القائمة البيضاء لموقعنا على الويب.

تحديث طريقة الإيقاف

انتباه! تم الكشف عن مانع الإعلانات!

يرجى تعطيل برنامج حظر الإعلانات أو وضع القائمة البيضاء لموقعنا على الويب.

تحديث طريقة الإيقاف